السكري أحد الأمراض التي أفرزتها الحياة العصرية
يعتبر مرض السكري من أخطر الأمراض التي أفرزتها الحياة العصرية التي تعتمد على أسلوب الحياة السريع في التنقل والطعام الغني بالنشويات والدسم حيث وصلت النسبة العالمية لمرض السكري 10 بالمئة حسب آخر الإحصائيات الصادرة عن الاتحاد الدولي لمرض السكري .
وقال الدكتور مازن سيد رصاص مدير الصحة باللاذقية إن وزارة الصحة وضعت ضمن أولوياتها القضاء على بعض الأمراض المزمنة والحد من انتشار البعض الآخر وإبقائه ضمن الحدود الدنيا ومن هذه الأمراض السكري الذي يعد من أصعب الأمراض لما له من اختلاطات واسعة لكنه في نفس الوقت من أسهل الأمراض إذا اتبع المريض برنامجاً غذائياً رياضياً مدروساً .
كما تركز وزارة الصحة على نشر التثقيف الصحي بين المواطنين من خلال إقامة ورشات العمل والندوات التي تتناول المرض وتعرف به وتوضح الطرق المثلى للتعايش مع هذا المرض كأمر حتمي واقعي مع الدعم الكامل بكل المخابر والأدوية والأجهزة اللازمة وذلك من خلال مركز خاص للسكري في كل محافظة وقد ذكر مدير الصحة باللاذقية أنه تمت المباشرة ببناء مركز جديد خاص بالسكري بدل القديم .
وذكرت الدكتورة ندى شيخ يوسف رئيسة المركز في محافظة اللاذقية أن المركز يعمل وفق برنامج عمل محدد مسبقا وهو مؤهل بكادر تم تأهيله فنياً ومزود بكافة الاجهزة اللازمة ويقدم خدماته لأكثر من10 آلاف مريض بالغ من النمطين الأول والثاني وأكثر من 700 طفل سكري من النمط الأول وتبدأ هذه الخدمات بالأدوية اللازمة من كبسولات وحقن مع أجهزة قياس السكر وكلها مجانية إضافة إلى إجراء التحاليل المخبرية مثل فحص الخضاب الغلوكوزي وفحص سكر العين بشكل دوري لجميع المسجلين لدى المركز وخاصة الأطفال كل ثلاثة أشهر ويعالج القدم السكرية التي وصلت طرق معالجتها إلى مرحلة متقدمة في المحافظة وذلك بفضل افتتاح عيادة خاصة بها وزادت كثيراً نسبة الشفاء منها وقلت كثيرا نسبة البتورات للاقدام .
كما يدعم المركز النشاط الاجتماعي والنفسي لدى المرضى وخاصة لدى الأطفال السكريين والذي يتمثل بإقامة المعسكرات الداخلية والخارجية ومشاركة المراكز السكرية في المحافظات وفي الدول المجاورة وإقامة أنشطة تبادلية ومشتركة بينها وآخرها المعسكر الذي أقيم العام الماضي في السعودية ومن أجل تشجيع الاطفال على الالتزام بالبرنامج الدوائي والغذائي والرياضي الموضوع لهم يتم انتقاء الأطفال الأكثر التزاما بتعليمات الأطباء والأكثر حفاظا على المستوى المقبول لنسبة السكر لديهم .
ويركز المركز على النشاط التثقيفي تجاه المرض والذي يتمثل بندوة توعية كل يوم أربعاء تتناول المرض وكيفية التعامل معه عبر أمثلة حية من محيط المركز حيث تركز على أهمية النشاط الرياضي في حياة مريض السكري للوصول بالمريض الى حياة طبيعية متعايشة مع المرض مليئة بالأمل والطموح في الحياة العادية مثل بقية الأطفال الأصحاء .
كما يضع المركز برنامجاً ترفيهياً للأطفال المسجلين لديه ويقيم دورات رسم وكمبيوتر خلال العطلة الانتصافية وخلال فترة الصيف وكلها مستوحاة من عالم السكري .
ويقول أحد الأطفال المرضى أنه قبل أن يزور المركز كانت حياته عبارة عن زيارات شبه أسبوعية للمشفى في حالات إسعافية والحياة اليومية مفعمة باليأس من الحياة وينتظر الموت في أي لحظة ولكنه الآن يمارس الرياضة ويمشي مدة نصف ساعة يوميا ويداوم بانتظام على الأدوية الموصوفة له وعلى الحمية الغذائية واحيانا ينسى أنه مريض بالسكر .
ثناء شحرور