حتى لا نخسر صحتنا في رمضان
يتسابق الناس في شهر رمضان إلى المحلات التجارية لجمع كل ما تيسر من الأطعمة بكميات تكاد تفوق الحاجة بأضعاف مضاعفة وتقوم ربة المنزل بأخذ دور الطباخة الماهرة لترضي رغبات العائلة من الأكلات الرمضانية المحببة وهكذا يتحول شهر الصوم إلى شهر الغذاء لتبدأ المشاكل الهضمية والمعوية التي يحذر منها الأطباء والمختصون مع ابتعاد معظم الناس عن العادات الغذائية الصحية .
ويؤكد الدكتور وائل حتاحت المختص في تغذية الإنسان أن أهم ما في العادات الغذائية في رمضان هو توقيت الطعام فشهر رمضان يرتكز على وجبتي الفطور والسحور لذلك يجب عدم إغفال وجبة السحور والإكتفاء بكأس من الماء لأن شرب الماء دون سحور يتسبب بأضرار كبيرة للجسم .
ورأى حتاحت في حديث لنشرة سانا الصحية أنه من الأفضل أن يبدأ المرء فطوره بقليل من الماء والتمر ثم يرتاح عشر دقائق قبل أن يتناول الوجبة الرئيسية كي لا يصاب بتلبك معوي ويعطي فرصة لجدار المعدة كي يمتص الماء ويدخل إلى أنسجة الجسم حتى لا يصاب بالإرهاق المفاجىء لافتاً إلى أهمية تناول الصائم وجبة داعمة بين الفطور والسحور سواء اكانت فواكه أم مأكولات خفيفة .
ورداً على سؤال حول تنوع المأكولات خلال الوجبتين تحدث الدكتور حتاحت عن خطأ كبير يمارس في فترة السحور وهو تناول المأكولات الدسمة ما يسبب إرهاق الجسم طوال النهار ويخفض من قدرته على الاحتفاظ بالسوائل ما يسبب العطش الشديد .
وأضاف.. من الأفضل أن يكون السحور ما أمكن نشويات معقدة هضمها طويل ولا تسبب ارتفاعاً مفاجئا في سكر الدم وتحتفظ بالسوائل داخل أنسجة الجسم ومثال على ذلك المعكرونة والبطاطا المسلوقة مع البندورة والفول والحمص إضافة إلى البروتينات مثل اللبن والجبنة مع الابتعاد عن السجق أو المأكولات التي تحتوي كميات كبيرة من الدسم .
وعن مأكولات وجبة الفطور قال الدكتور حتاحت إن أكبر خطأ يرتكبه الصائمون هو شرب كميات من العصير الذي يحتوي على الكثير من السكر ويرفع نسبة سكر الدم بسرعة ما يؤدي إلى التعب والإرهاق المفاجئء الذي يحصل بعد الإفطار لذلك يجب تخفيف كمية العصير والتركيز على الماء بشكل أكبر .
وركز على ضرورة تنوع الوجبة أي أن توجد ثلاثة أنواع مختلفة مثل الشوربة بأنواعها كافة ثم الأطعمة الأخرى الغنية بالألياف مثل الفتوش والفول والحمص والسلطات لتأتي بعد ذلك الوجبة الرئيسية .
وعلل حتاحت التركيز الكبير على ضرورة تناول الأطعمة الغنية بالألياف بأن الغذاء في رمضان عادة يكون فقيرا بالألياف ما يسبب مرض الإمساك لاسيما إذا كان هناك كثير من الدسم والعصائر المليئة بالسكريات .
وبالنسبة للوجبة بين الفطور والسحور أوضح حتاحت أنها يجب أن تتكون من اللبن أو الحليب المطبوخ ليعوض الجسم فيه ما ينقصه وخاصة المواد الغنية بالكالسيوم .
وأكد على ضرورة تنويع الوجبات بين أيام الشهر بعدم الإصرار على النمط الغذائي نفسه أي أن يتناسب الغذاء مع الطاقة التي يحرقها الصائم خصوصا إذا كان المرء في رمضان لا يتحرك كثيرا فالاحتياجات الغذائية في رمضان أقل بكثير من الاحتياجات في الأشهر الأخرى مركزا على ضرورة المحافظة على كمية السوائل داخل الجسم بشرب كميات كبيرة من الماء أي شرب كأس ماء كل ساعة للتعويض عن نقص السوائل .
وهناك الكثير من الأطفال أو المراهقين يبدؤون في الصوم مع أهلهم بعمر مبكر وهناك قواعد صحية يحب أن يلتزموا بها ليحافظوا على نموهم... وعن هذا الموضوع قال الدكتور حتاحت.. يجب أن يتناسب ذلك مع مرحلة نمو الطفل وقدرته على الصيام كما يجب أن تتسارع بين وجبة الفطور والسحور الوجبات الداعمة وتتضمن وجبتين أو ثلاث وجبات تحوي بروتين وكالسيوم .
وختم حتاحت بالقول..من المهم جدا للأطفال والمراهقين في هذا العمر تناول وجبة السحور وهذا يتوقف بالنهاية على نمو الطفل وقدرته على التحمل .
لقاء: ميس العاني