تلقى الصحة الإنجابية في محافظة حماة اهتماماً واسعاً رغم بعض التحديات التي تعرقل أحيانا خدمة متكاملة ونوعية سواء للأم أو الطفل .

ويوجد في المحافظة 160 مركزا صحيا تتوزع على خمس مناطق صحية وهي حماة مركز المدينة وسلمية ومحردة والسقيلبية ومصياف اضافة الى وجود اربعة مراكز للولادة الطبيعية وتتوضع في مناطق الحمرا في ريف دمشق وعقيربا في البادية والزيارة في الغاب وطيبة في حلفايا .

وقال الدكتور عامر سلطان مدير صحة حماة لممثلي وسائل الاعلام المحلية خلال جولة نظمتها وزارة الاعلام "مديرية الاعلام التنموي" بالتعاون مع صندوق الامم المتحدة للسكان للوقوف على خدمات الصحة الانجابية في المحافظة.. ان المشكلات الاساسية التي تمنع تنفيذ البرامج الصحية ترتبط بطبيعة المحافظة الجغرافية من مناطق مجاورة للبادية واخرى جبلية من ناحية وعدم توافر الموارد البشرية من ناحية اخرى اضافة الى مناطق المخالفات السكانية. وأكد سلطان ضرورة وضع دراسة لكل منطقة نظرا لاختلاف الوعي الصحي بين منطقة واخرى فبينما لايقل عدد الاولاد في الاسرة الواحدة في منطقة حلفايا عن خمسة اولاد لا يزيد في منطقة محردة على الولدين مشيرا الى ان الوعي الصحي عامل حاسم بأي اجراء صحي لأي منطقة وتوصيف العمل والاعتماد على المدربين من الممرضين والقابلات حتى تتوافر مراكز صحية متكاملة الخدمة ولاسيما في البادية ومناطق السكن العشوائي التي تعد اكثر الاماكن حاجة لبذل مزيد من الرعاية الصحية .

وشملت الجولة ايضا الهيئة العامة لمجمع الأسد الطبي بحماة وهو مشفى متخصص بالتوليد رفعت شعار "المشافي صديقة الطفولة" حيث تؤمن الهيئة ذات الاستقلال الاداري والمالي والتي احدثت قبل خمس سنوات خدمة ورعاية متكاملة للأم قبل وبعد الولادة بأجور رمزية تصل الى خمسين بالمئة كحد أدنى من تعرفة وزارة الصحة .

من جهتهه قال الدكتور عصام جاجة مدير الهيئة: إننا نعمل على إيجاد صلة بين الرعاية الصحية الاولية والمشفى من اعطاء اللقاح للطفل والتدريب على انعاش الوليد وتطبيق سياسة ضبط العدوى والعناية الفائقة بالنظافة وتطوير عمل المشفى ككل كاشفاً ان مركز طفل الانبوب بطور الافتتاح وبمعالجة مجانية. وأضاف جاجة إن الهيئة تقدم خدمات صحية مهمة مقارنة بالبرامج الموازية في الدول المتقدمة فقد تم تشميل الرعاية الصحية بالفئة العمرية من 20 الى70 سنة مع تشخيص كثير من الحالات المرضية مجانا بالتعاون مع المجتمع المحلي فمقابل كل 20 عملية نسائية هناك عملية واحدة مأجورة مشيرا الى ان الهيئة لا تسعى الى مكاسب مادية وانما لتأطير الاجراء الطبي .

واوضح الدكتور طلال قسوم أخصائي بالتوليد وامراض النساء في الهيئة انه يوجد فريق طبي يتكون من خمسة اطباء مهمته الاشراف على عملية الولادة حتى الاطمئنان الكامل على صحة الام واعطاء الجلسة الاولى من اللقاح للطفل مشيرا الى وجود عيادة خاصة للاهتمام بصحة الحامل وعيادة تعنى بتنظيم الاسرة وقسم للمعالجة الفيزيائية .

وفي المركز الصحي بحي جنوب الملعب اكدت القابلة ياسمين عقاد انه تسجل يوميا بين 15-20 حالة مراجعة حيث تقدم الاستشارة الصحية المتعلقة بتنظيم الاسرة والمباعدة بين الحمول ووصل عدد المخدمين خلال العام الحالي في المركز الى 34577 شخصاً و933 طفلاً دون السنة و6466 طفلاً دون خمس سنوات و 8433 امرأة في سن الانجاب و4440 امرأة متزوجة و1065 امرأة حاملاً و3371 امرأة غير حامل. ويوجد في مركز المدينة والمناطق التي تتبع لها نحو 56 مركزا صحيا من اصل 160 مركزا تغطي مناطق المحافظة كافة .

وقد تبنت سورية استراتيجية للرعاية الصحية الاولية بكل مكوناتها لتحقيق هدف الصحة للجميع وشملت برنامج التلقيح الوطني ورعاية الأم والطفل وتنظيم الاسرة اضافة الى مكافحة الامراض السارية والمستوطنة والتثقيف الصحي والكشف المبكر عن الامراض المزمنة حيث يتم التركيز حاليا على التكامل في خدمات الرعاية الصحية الاولية وضبط الجودة والتأهيل والتدريب للعناصر الفنية الطبية .

وتعمل الاستراتيجية الوطنية للصحة الانجابية على تحقيق الاهداف الموضوعة حتى عام 2015 وبما يتوافق مع عناصر الصحة الانجابية واستراتيجية وزارة الصحة للفترة 2000-2020 والتي تعد الرعاية الصحية الاولية بما فيها الصحة الانجابية من اهم مكوناتها .