شارك الدكتور ماهر الحسامي وزير الصحة في أعمال الدورة الحادية والستين لجمعية منظمة الصحة العالمية التي بدأت أعمالها يوم الإثنين الماضي في جنيف وتستمر حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

وألقى الحسامي كلمة الوفد السوري في المؤتمر أشار فيها إلى تزامن ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية مع الذكرى الستين للنكبة في فلسطين مشيراً إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ممارسات إسرائيلية قمعية دون تمييز بين النساء والأطفال والشيوخ إضافة إلى الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة وما يرافقه من نقص في الماء والكهرباء والوقود والغذاء والدواء إضافة إلى تعرض القطاع للغارات والقصف المدفعي ما يؤدي إلى سقوط العديد من الشهداء والجرحى الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.

كما أوضح الحسامي ما يتعرض له السكان العرب السوريون في الجولان المحتل من ممارسات تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعارض مع المبادئء الإنسانية والحقوقية إضافة إلى نقص حاد في الخدمات الصحية للمواطنين السوريين.

وفي إطار أعمال الدورة اعتمدت جمعية الصحة العالمية اليوم تحت البند رقم 13 من جدول أعمالها مشروع القرار المقدم من جمهورية مصرالعربية بعنوان الأحوال الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية وفي الجولان السوري المحتل وذلك بأغلبية 97 دولة لصالح القرار بينما صوتت 9 دول ضده وغابت 65 دولة عن التصويت من أصل 183 دولة يحق لها التصويت.

ويشير القرار إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والصحية في الأراضي الفلسطينية والأزمة الإنسانية الناجمة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي والقيود الشديدة التي تفرضها سلطات الاحتلال إضافة إلى الأزمة الصحية وفقدان الأمن الغذائي والنقص الحاد في الموارد المالية والغذائية والطبية في الأراضي العربية المحتلة.

كما يؤكد القرار القلق البالغ إزاء بناء الجدار العازل ومنع إتاحة الخدمات الطبية كما يطالب إسرائيل بإنهاء سياسة الإغلاق والتقيد بالالتزامات الدولية وتسهيل مرور المرضى وسيارات الاسعاف وتحسين الظروف المعيشية والطبية للشعب الفلسطيني.

ويدعو القرار الدول الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية وغير الحكومية إلى مساعدة الشعب الفلسطيني للتغلب على الأزمة الصحية وتسهيل عمل الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتأمين المساعدات للشعب الفلسطيني.

وطلب القرار من المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تقديم تقرير تقص للحقائق بشأن الأوضاع الاقتصادية والصحية في الجولان السوري المحتل وتقديم المساعدة التقنية الصحية ودعم إنشاء المرافق الصحية للسكان السوريين في الجولان المحتل.

وتعليقاً على القرار تلا الدكتور الحسامي بياناً أشار فيه إلى تعرض السكان السوريين في الجولان إلى ممارسات سلطات الاحتلال وتعذر علاج المرضى ونقص المراكز والعيادات الصحية والأطباء مشيراً إلى الجهود التي تقوم بها الحكومة السورية مع المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في مجال الصحة من أجل إقامة مراكز صحية في الجولان المحتل وإقامة مشفى متخصص يديره سوريون بإشراف الاتحاد الدولي للصليب الأحمر الدولي.

كما أشار الحسامي إلى معاناة المعتقلين السوريين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتعرضهم لأقسى أنواع التعذيب وإهمال حالاتهم الصحية مبيناً أيضاً قيام سلطات الاحتلال بدفن النفايات النووية في أراضي الجولان ما يشكل خطراً يهدد سكان المنطقة على المدى القريب والبعيد.

والتقى الدكتور الحسامي على هامش أعمال الجمعية بالمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان حيث تناول اللقاء ضرورة إرسال لجنة تقصي حقائق على غرار تقصي الحقائق الخاصة بمجلس حقوق الإنسان وتقديم المساعدة التقنية لأبناء الجولان السوري وبناء وحدات صحية ومشفى في الجولان المحتل.

ودعا وزير الصحة السيدة تشان لزيارة سورية في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين سورية ومنظمة الصحة العالمية.