2024 - 03 - 29  
اكتشاف “fatostatin” ككابح لجينات البدانة

تم إيجاد جزيئ صغير يملك كلا المقدرة المضادة للبدانة والمضادة للسرطان يعمل ككابح مطابق تماماً للجينات المحدثة للبدانة, وفقاً لتقرير جديد في إصدار 28 آب من مجلة الكيمياء وعلم الأحياء في مجلة Cell Press إن هذا الحاصر الكيميائي المعروف كمتحكم رئيسي بتركيب الدهون – الذي يدعمه عامل النسخ المعروف باسم SREBP – يؤثر في الفئران المستعدة جينياً للبدانة مؤدياً لأن تصبح هذه الحيوانات أنحف ,كما أنه يخفض أيضاً كمية الدهون في الكبد ,بالموازاة مع مستويات سكر الدم والكولسترول لديهم .

ويقول Salih Wakil من كلية بايلور Baylor للطب "نحن بصراحة متحمسون جداً حول هذه المادة ", "فهي تتوجه للمنشأ (أي لتركيب الدهون) طول طريق الاصطناع العائد للتعبير الجيني ."

ويضيف الدكتور Motonari Uesugi من جامعة Kyoto "فبخلاف الستاتينات statins الخافضة للكولسترول التي يستخدم هذه الأيام, والتي تحصر عمل أنزيم واحد في الطريق الكيميائي, فالذي يطلق عليه الباحثون اسمfatostatin "يحصر تركيب الدهون منذ البداية ".
لذلك يؤثر fatostatin في العديد من الجينات المسؤولة عن إنتاج الدهون وعن المظاهر المتنوعة لمتلازمة الاستقلاب – مجموعة عوامل الخطر التي تتضمن البدانة وارتفاع الكولسترول ومقاومة الأنسولين – دفعة واحدة .
دراسات الزرع الخلوي أظهرت أن fatostatin – المعروف سابقا باسم 125B11 – يقلل بشكل كبير من نشاط 63 من الجينات ,من بينها 34 جين على صلة مباشرة بتركيب الحموض الدسمة والكولسترول. منها العديد كان معروفاً لوقوعه تحت سيطرة SREBP.
وقد أظهرت التحاليل الأكثر تفصيلاً أن الدواء المرشح لحصر SREBPعن طريق منع تنشيطه ومنعه من دخول النواة – حيث أن خلاف ذلك سيؤدي إلى تنشيط البرنامج المسؤول عن صنع الدهون – هو الذي يعمل من خلال ربط بروتين آخر يدعىSCAP) ) والذي يعمل كمرافق لـ SREBPداخل النواة .

وفقاً لما ذكره الباحثون فإن الفئران السمينة المحقونة بـ fatostatin أظهرت نقصاً ملحوظا في أوزانها بالرغم من الاختلاف الطفيف في عاداتها الغذائية.
فبعد أربعة أسابيع من المعالجة انخفض وزن الحيوانات بمقدار 12% وانخفض مستوى سكر الدم لديها بمقدار 70% , كما أنا مستويات الكولسترول ( HDLو LDL ) انخفضت أيضاً , في حين كان تركيز الأحماض الدسمة في الدم أعلى,ما يدل على زيادة الطلب لحرق الدهون لديهم .

وبينما كان الكبد لدى الفئران السمينة ثقيلاً وشاحباً بالدهون ,كان الكبد لدى الفئران المعالجة أخف بأكثر من 30% وبدا مظهره جيداً وبلون أحمر .
بالرغم من الوضوح القليل ,فإن قدرة حصر SREBP ربما تفسر أيضاً التأثيرات المثبتة سابقاً للجزيء ضد خلايا سرطان البروستات التي تم إثباتها خلال الزرع الخلوي أيضاً. فالخلية تحتاج الأحماض الدسمة والكولسترول للمساهمة في بناء أغشيتها الخلوية والاستمرار بالنمو.

ووفقاً لما يقوله الباحثون فإن Fatostatin ليس الجزيء الأول الذي يعمل على SREBP. لكن يبدو انه يفعل ذلك بطريقة مختلفة إلى حد ما عن تلك التي وصفت سابقاً .ورغم أنه مازالت هنالك العديد من الخطوات المتبقية ,إلا أنهم متفائلون بأن fatostatin سيثبت فائدته السريرية في سياق البدانة وربما في أمراض القلب والأوعية والداء السكري أيضاً .
ويقول Wakil الذي درس الأنزيمات الداخلة في تركيب الدهون منذ اكتشافها في أواخر 1950: "نأمل في نهاية المطاف أن fatostatin أو أحد مشتقاته ربما قد يكون مفيداً " , "قد يكون له تأثير واسع على الأمراض الرئيسية التي نعاني منها جميعاً "
ويقول Uesugi: "إن Fatostatin ومضاهياته ربما تخدم أيضاً كوسيلة للوصول إلى إيضاحات أشمل بشأن تنظيم SREBP و استقلاب الدهون".