2025 - 01 - 11  
مخاطر السكاكر على أسنان الأطفال

يعد نخر الأسنان من أهم القضايا المطروحة في علم طب الأسنان النظري والعملي كونه من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً في العالم ولايزال مشكلة صحية هامة في الدول المتطورة والدول النامية وهو يسبب معاناة حقيقية للمصابين به ويشكل عبئاً على برامج الصحة العامة وعلى ميزانية المواطن للوقاية منه ومعالجته .


وقد أجرى الدكتور بسام سلمان رئيس قسم طب الاطفال في جامعة تشرين دراسة هي الأولى في الساحل السوري بالتعاون مع طلاب القسم مسحاً شاملاً لواقع الصحة الفموية لأطفال مدارس اللاذقية شملت الدراسة 884 طالباً ذكراً وأنثى تتراوح أعمارهم ما بين 13-15 سنة يرتادون المدارس الإعدادية في مدينة جبلة.. قسمت الدراسة الأطفال قيد الدراسة إلى أربع مجموعات بالاعتماد على درجة شدة النخر السني لديهم حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية1981.

وتم تسجيل نتائج الفحص السني الفموي على كل طفل في بطاقة خاصة تم عملها خصيصاً لهذا الفحص حيث بينت الدراسة أن نسبة انتشار النخر السني بين الأطفال المستهدفين كانت 47ر88 بالمئة ومتوسط مشعر شدة النخر السني عند كل طفل كان 83ر2 زائد ناقص 09ر0 وانطلاقاً من توصيات منظمة الصحة العالمية 1981التي قسمت النخر السني عند الأطفال إلى الدرجة الأولى والدرجة الثانية والدرجة الثالثة من الشدة تم تصنيف الأطفال بحسب شدة درجة النخر السني إلى ثلاث مجموعات بحسب هذا المشعر .

وأظهر البحث خصائص العلامات الرئيسية للنخر السني عند أطفال المجموعة الأولى من شدة النخر.. من المجموع الكلي للأطفال كان هناك 485 طفلا ينتمون إلى المجموعة الأولى أي86 ر54 بالمئة منهم لديهم مشعر النخر ما بين 1-3 ومتوسط مشعر شدة النخر كان عنده 87ر1 زائد ناقص 08ر0.

ومن أجل تحليل توضع الحفرة النخرية على سطح السن تم تقسيم ذلك إلى ثلاث مجموعات.. طاحنة ، ملاصقة ، دهليزية عنقية عند أطفال المجموعة الأولى كان التوضع الشائع للحفرة النخرية على السطح الطاحن للأرحاء الأولى الدائمة ثم على الضواحك ومن ثم على الأرحاء الثانية بنسبة 9ر57 بالمئة وبدرجة أقل كان التوضع على السطوح الملاصقة للأرحاء والضواحك بنسبة 8ر39 بالمئة أما التوضع على السطوح الدهليزية والأعناق فقد كان قليلاً جداً وبنسبة 3ر2 بالمئة وكان هذا التوضع غالباً على أعناق الأرحاء والضواحك .

وكانت خصائص العلامات الرئيسية للنخر السني عند أطفال المجموعة الثانية من شدة النخر..كما شكل الأطفال الذين ينتمون إلى المجموعة الثانية 204 اطفال أي07ر23 بالمئة من العدد الإجمالي وتراوح مشعر النخر في هذه المجموعة ما بين 4 حتى 6 وكان متوسط مشعر النخر 47ر4.

أما خصائص العلامات الرئيسية للنخر السني عند أطفال المجموعة الثالثة من شدة النخر.. فتبين أن الأطفال الذين ينتمون إلى المجموعة الثالثة بلغوا 93 طفلا أي 52ر10 بالمئة من عدد الإجمالي .

مشعر النخر في هذه المجموعة كان 7 او أكثر وكان متوسط مشعر النخر 74ر7 وخلصت الدراسة إلى أن الرضاعة الطبيعية تعتبر من أشد العوامل التي تؤثر على درجة نشاط النخر وتلعب دوراً لا بأس به في تأخر النخر السني يضاف إليها نوعية الأغذية المنتظمة الغنية بالكلس والتقليل قدر الإمكان من السكاكر والأمراض التي أصيب بها الطفل في مرحلة تشكل وبزوغ الأسنان الدائمة والعناية بالصحة الفموية بشكل جيد عن طريق استعمال معاجين الأسنان الغنية بمادة الفلور واستعمال المضامض الخاصة مرتين يومياً.

وأكدت الدراسة أن الفروق محققة بشكل جوهري في عامل نوعية الطعام فقط في تناول الأطعمة القاسية حيث كلما ارتفعت درجة شدة النخر السني ارتفع عدد الأطفال الذين لا يتناولون في غذائهم أطعمة قاسية كذلك أكدت الدراسة أن تناول السكاكر بين المجموعات المختلفة يرفع درجة شدة النخر السني ومع ارتفاع درجة شدة النخر السني كان عدد الأطفال ذوي الصحة الفموية السيئة يرتفع باطراد وكانت الفروق الجوهرية محققة وخاصة عند الأطفال ذوي الدرجة الثالثة من شدة النخر وأيضا بين المجموعات المختلفة من شدة النخر في موضوع الأطفال الذين لا يقومون بتنظيف أسنانهم .


كما تؤكد الدراسة أهمية دور المضمضة بعد تناول الطعام. حيث ترتفع شدة النخر السني بارتفاع عدد الأطفال الذين لا يقومون بالمضمضة بعد تناول طعامهم ومع ارتفاع درجة النخر نلاحظ انخفاضا في دليل الصحة الفموية. 

وأما العوامل التي أثرت بشكل محدود على شدة عملية النخر السني فقد كانت الأمراض التنفسية المزمنة والأمراض التحسسية وتناول الطعام بوجبات منتظمة وتناول مشتقات الحليب والخضار والفواكه وعامل تنظيف الأسنان بشكل منتظم وبشكل غير منتظم عامل.. استعمال معاجين وقائية حاوية على الفلور أما الأمراض الوعائية والقلبية وأمراض الجهاز الهضمي فلم يتبين أبدا تأثيرها على شدة النخر السني .

ونلاحظ من خلال تحليل هذه النتائج ان هناك عوامل معينة تلعب دوراً حاسماً في تطور شدة النخر وعوامل أخرى تلعب دوراً محدوداً في التأثير على درجة شدة النخر وعوامل لاتؤءثر أبداً على درجة النخر .

وهذه النتائج تعطي أسساً معينة من اجل تحسين تشخيص وعلاج والتنبؤ بهذا المرض الذي يسمى النخر السني ودرجة شدته من أجل تحديد أفضل السبل والإجراءات العلاجية والوقائية التي تعتمد على إزالة هذه العوامل السيئة التي أظهرتها الدراسة السريرية والتي يمكن أن توضع لبناء برنامج وقائي من نخر الأسنان عند الأطفال .