التغيرات الفموية المرافقة للداء السكري
النمط الاول عند الاطفال واليافعين
الداء السكري من الأمراض التي تؤثر على استقلاب الجسم في مستويات عديدة و هو يتميز بزيادة تراكيز الغلوكوز في الدم و شذوذات في استقلاب كل من البروتينات و الدسم ، ينجم هذا الاضطراب عن خلل في إفراز الأنسولين أو خلل في عمله أو كليهما و هو مرض مزمن يؤدي لاضطرابات في وظائف مختلفة في الجسم
تهدف هذه الدراسة إلى تحري تأثير الداء السكري من النمط الاول على النسج المخاطية الفموية بشكل عام و تقييم مستوى المرض حول السني بشكل خاص إضافة إلى دراسة أثر متغيرات المرض السكري مثل مدة الاصابة و عمر بدء الاصابة و مستوى الضبط السكري وفق قيم HBA1cو كمية الأنسولين الماخوذة يومياً على هذه الأنسجة
المواد و الطرائق تضمنت عينة البحث 80 مريض سكري أعمارهم تتراوح بين 6 ـ 18 سنة لديهم داء سكري من النمط الاول تم انتقائهم من مراجعي قسم السكري في العيادات الشاملة التابعة لمديرية صحة دمشق إضافة إلى عينة شاهدة مقابلة من حيث العمر و الجنس
تم إجراء استقصاء عن الحالة الصحية العامة و التاريخ الطبي و تم قياس الوزن و الطول و حساب مشعر كتلة الجسم BMI كما تم السؤال عن المعاناة من جفاف الفم و عدد مرات زيارة طبيب الأسنان سنوياً و عدد مرات استخدام فرشاة الأسنان يومياً كما و تم إجراء فحص للنسج الرخوة تضمن حالة المخاطية الخدية و الشفوية و المخاطية تحت اللسان و حالة اللسان و الحنك الصلب و الرخو و تمت تقييم حالة اللويحة و الالتهاب اللثوي و مشعر النزف عند السبر و ذلك بالنسبة للأسنان المؤقتة و الدائمة سواءً كانت في طور البزوغ أو بازغة بشكل تام كما تم قياس عمق السبر في السطوح السنية الأربعة للأسنان الدائمة مكتملة البزوغ
النتائج :بالنسبة للمخاطية الخدية لوحظ أن نسبة حدوث القرحات في مجموعة اليافعين المصابين بالسكري كانت أقل منها في مجموعة اليافعين في المجموعة الشاهدة ويُلاحظ أيضا أن نسبة حدوث الآفات البيضاء عند مجموعة اليافعين المصابين بالسكري كانت أعلى منها عند مجموعة اليافعين في المجموعة الشاهدة و ذلك في الفئة العمرية من 12ـ 18 سنة .
لا تأثير للإصابة بالداء السكري نمط 1 على حالة المخاطية الشفوية مهما اختلفت الفئة العمرية و كذلك الأمر بالنسبة للمخاطية تحت اللسان و اللسان .
بالنسبة لحالة الحنك الصلب والرخو لوحظ أن نسبة حدوث الآفات الحمراء عند المصابين بالداء السكري كانت أعلى منها عند أفراد المجموعة الشاهدة وذلك في عينة البحث كاملةً.
لوحظ أن نسبة حدوث حالات جفاف الفم عند مجموعة المصابين بالداء السكري كانت أعلى منها في مجموعة غير المصابين بالداء السكري مهما كانت الفئة العمرية المدروسة
كانت قيم مشعر اللويحة في مجموعة الأفراد المصابين بالسكري أعلى منها في المجموعة الشاهدة بغض النظر عن الفئة العمرية المدروسة
بينما كان مشعر التهاب اللثة GIأعلى في عينة المرضى السكريين بالنسبة للفئة العمرية من 12 ـ 18 سنة
وكانت قيم مشعر النزف اللثوي GBI في مجموعة الأفراد المصابين بالسكري أعلى منها في المجموعة الشاهدة وذلك مهما كانت الفئة العمرية المدروسة
بالنسبة لليافعين ذوي الأعمار من 12 حتى 18 سنة وفي عينة البحث كاملةً كانت قيم مشعر عمق السبر عند الأفراد المصابين بداء السكري أعلى منها عند أفراد المجموعة الشاهدة
تبين عدم وجود علاقة ارتباط بين مؤشر كتلة الجسم و كل من مشعر اللويحة السنية و مشعر التهاب اللثة و مشعر النزف اللثوي بينما لوحظت علاقة ارتباط عكسية بين مشعر كتلة الجسم ومشعر عمق السبر في الفئة العمرية من 12 ـ 18 سنة و ذلك بالنسبة لعينة المرضى المصابين بالداء السكري بينما لم تتواجد هذه العلاقة بالنسبة للفئة العمرية من 6 ـ 12 سنة و في عينة البحث كاملة
أما بالنسبة لعمر اكتشاف الإصابة بالسكري فلم تتواجد علاقة ارتباط مع كل من مشعر اللويحة السنية و مشعر عمق السبر بينما وجدت علاقة طردية ضعيفة بين عمر اكتشاف الاصابة و كل من مشعر التهاب اللثة و مشعر النزف اللثوي و ذلك في كامل عينة المرضى المصابين بالداء السكري
لم تلحظ الدراسة وجود علاقة بين مدة الإصابة بالسكري وكل من المشعرات السنية المدروسة في عينة البحث وذلك مهما كانت الفئة العمرية المدروسة.
أما فيما يخص العلاقة بين كمية الأنسولين المأخوذة يومياً فلم توجد علاقة مع مشعر اللويحة السنية بينما لوحظت علاقة طردية ضعيفة مع كل من مشعر التهاب اللثة ومشعر النزف اللثوي في مجموعة المصابين بالسكري كاملةً و علاقة عكسية ضعيفة مع مشعر عمق السبر و ذلك في الفئة العمرية من 12 ـ 18 سنة
أيضا ً لم يلحظ وجود علاقة بين مستوى الضبط السكري وفق قيم الخضاب الغلوكوزي HBA1C مع كل من مشعر اللويحة السنية و مشعر عمق السبر بينما كانت العلاقة طردية ضعيفة مع كل من مشعر التهاب اللثة ومشعر النزف اللثوي في كامل عينة البحث.
الخلاصة : تظهر دراستنا ارتفاع مشعرات المرض حول السني عند الأطفال و اليافعين المصابين بالداء السكري من النمط الاول و بالتالي تؤكد على دور الداء السكري كمرض عام يساهم في خطورة الاصابة بالمرض حول السني كما وتؤكد على أهمية مستوى الضبط السكري في الوقاية من خطر الاصابة بتظاهرات المرض حول السني