بول الفراش عند البالغين وأمل الشفاء
بول الفراش أو السلس البولي أثناء النوم حالة شائعة عند الأطفال تحدث بنسبة حوالي 5% إلى 10% منهم في سن ال 7سنوات. ورغم أن حوالي 15% من تلك الحالات تشفى تلقائياً وبدون أي علاج سنوياً بعون الله عز وجل، إلا أن بعضها يستمر لسنة البلوغ بنسبة تتراوح بين 1.5إلى 3% وتسبب اليأس والقلق والارتباك والاضطرابات النفسية والعائلية والاجتماعية لهؤلاء الرجال أو النساء المصابين بتلك الحالة المزعجة. فقد أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن استمرار تلك الحالة لسن المراهقة والبلوغ يعكس وجود فئة خاصة من بول الفراش التي تمثل نوعاً أشد تعقيداً ومقاومة للمعالجة مع تأثير اجتماعي ونفسي شديد الوطأة. وعلاوة على ذلك تبين أن هنالك ترابطا وثيقا بين فشل المعالجة عند الأطفال واصابتهم بنقص في سعة المثانة واختلال وظيفي فيها، والذي يستمر عبر السنين رغم العديد من العلاجات الفاشلة فينغص حياة المرضى ويؤثر سلبياً على جودتها ما يدفع بعضهم بالقبول بها خشية فضح أمرهم وارتباكهم بعرض حالهم على الاخصائي وخجلهم في مناقشتها أو اعتقادهم الخاطئ أنه لا يوجد أي علاج لها. وقد أظهرت دراسة حديثة قام بها الدكتور "يونغ" وزملاؤه في الجامعة الصينية في هونغ كونغ على 18رجلاً
و 29امرأة مصابين بها تراوحت أعمارهم بين 16و 43سنة وبناء على الفحوصات والتحاليل الكاملة التي شملت تخطيط سرعة جريان البول واعطاب المثنة والصمام الخارجي الكترونياً وتصوير الجهاز البولي بالأشعة الصوتية أن حوالي 79% من هؤلاء المرضى كانوا يعانون من سلسل بولي معتدل أو شديد أي حاصلاً في أكثر من 3ليال اسبوعياً أو بطريقة مستديمة ليلياً وأن حوالي 38% منهم يشتكون من أعراض بولية أثناء النهار أيضاً. وتبين أن حوالي 93% منهم مصابون بالمثانة العصبية نتيجة انسداد وظيفي في الاحليل أو عنق المثانة بسبب آفة وظيفية في البول أو خلل التآزر بين المثانة والصمام الخارجي أو عضلات الحوض بنسبة 73% علاوة على ذلك فقد أظهرت تلك الدراسة انسداداً في الاحليل عند رجلين ونقص في سعة المثانة (أقل من 300ميلي ليتر) في 53% من تلك الحالات. وقد اثبتت تلك الدراسة وغيرها من الدراسات العالمية اختلاف أسباب ومزايا تلك الحالة عند الأطفال والبالغين وأوضحت قلة حدوث أعراض نفسية عوامل تنامية عند هؤلاء المرضى مع تقدم السن.
وفي بعض الاختبارات الحديثة على الأطفال المصابين ببول الفراش توضحت بعض مسببات تلك الحالة وشملت فرط البول أثناء النوم وخلل في إفراز الهرمون ADH المسؤول عن الامتصاص الكلوي للماء والملح المفروزين في البول أثناء النوم والخلل في الاستيقاظ من النوم عند الشعور إلى الحاجة للتبول والآفات الوظيفية في المثانة وتوتر في أعصابها ونقص في سعتها وزيادة تقلصاتها غير الإرادية نتيجة الانسداد الوظيفي في عنقها أو في الاحليل وفرط افراز مادة الكلسيوم في البول اثناء النوم.
ويتركز العلاج حسب المسببات فإذا ما شخص فرط في كمية التبول الليلي يستعمل عقار "ديسموبريين" أو "مينيرين" مع أو بدون المنبه الليلي الذي يحبذ استعماله في حالات توتر المثانة العصبي مع قلة سعتها ويمكن دمج العلاجين معا في حال عدم تجاوب الطفل لأي منهما منفرداً. وأما بالنسبة إلى حدوث تلك الحالة عند البالغين فيمكن اتباع معالجة مماثلة كما أظهرت دراسة حديثة على 29مريضاً تعدوا سن 18سنة وهم لا يزالون يشتكون من بول الفراش فتم علاجهم بنجاح باستعمال "ديسموبريين" بنسبة 65% ولكن مع نكس الحالة في أغلبيتهم عند التوقف عن تناول الدواء ومن ثم تطبيق العلاج بالمنبه الليلي مع نتائج جيدة في 33% من تلك الحالات ومعاودة المعالجة "بالديسموبريين" عند فشل العلاج بالمنبه مع نجاح في حوالي 60% منها وفشل حوالي 17% من الاستفادة من أي من العلاجات. وأما في الدراسة الصينية التي ذكرناها سابقاً فإن حوالي 93% من البالغين كانوا مصابين بالمثانة العصبية أو المفرطة النشاط بينما 70% من المسببات لتلك الحالة شملت الانسداد الوظيفي في الاحليل أو توتر المثانة العصبي مع قلة سعتها مما قد يفسر فشل العلاجات المألوفة في شفاء تلك الحالات. وقد صنف هؤلاء الباحثون الصين
يون تلك الحالة إلى 3فئات. (1) انسداد عنق المثانة الوظيفي والتأخير في ارتخائه وانفتاحه قبل المباشرة في التبول. (2) خلل التآزر ما بين المثانة وصمام الاحليل الخارجي، (3) آفة وظيفية لعملية التبول مع عدم ارتخاء عضلات الحوض أثناء التبول. علاوة على ذلك قد يحدث انسداد في الاحليل في حوالي 7% من تلك الحالات يستدعي جراحة تنظيرية لتصحيحه. فمن البديهي أن يعير الطبيب المعالج انتباهه إلى إمكانية حدوث تلك الاضطرابات البولية والآفات الوظيفية والتشريحية في تلك الحالات للتمكن من تحديد السبب الأساسي لكل من تلك الحالات وتطبيق العلاج الخاص لكل منها للتوصل إلى النتائج الجيدة.